حوار ممثل الحركة مع وكالة مهر للأنباء
أجرى ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في الجزائر الدكتور يوسف حمدان، حوارًا صحفيًا مع وكالة مهر للأنباء حول المستجدات الميدانية والسياسية لمعركة طوفان الأقصى في ظل تلويح قيادة الاحتلال باجتياح مدينة رفح.
حيث أكد ممثل حركة حماس في الجزائر، يوسف حمدان، أنه "لا يوجد أي هدف عسكري او سياسي يمكن تحقيقه من خلال اجتياح رفح ولكن هذه الخطوة ان حدثت ستوفر لنتنياهو فرصة لإطالة امد المعركة ما يعني اطالة فترة وجوده على رأس الحكومة"مؤكداً أن المقاومة أعدّت العدّة في حال ارتكب الاحتلال حماقة ونفّذ تهديداته.
وقال: "يجب أن نتعامل بجدية بالغة مع تهديدات الاحتلال باجتياح رفح، هذه الحكومة اليمينية المتطرفة ارتكبت افظع الجرائم التي لا يتخيلها عقل خلال هذا العدوان، وبالتالي محاولة وضع سلوك الاحتلال في اطار منطقي عقلي لا يستقيم أمام هذا السلوك النازي للحكومة ورئيسها المجرم نتنياهو، رغم أنه لا يوجد أي هدف عسكري او سياسي يمكن تحقيقه من خلال اجتياح رفح ولكن هذه الخطوة ان حدثت ستوفر لنتنياهو فرصة لإطالة امد المعركة ما يعني اطالة فترة وجوده على رأس الحكومة وقد تتسبب في حالة نزوح الى الجوار وهو ما يريده منذ بداية المعركة لتنفيذ جريمة التهجير القسري بعد ارتكابه جريمة الإبادة الجامعية، وبالتالي لا شيئ مستبعد، والمقاومة تضع هذا السيناريو في حسباناها وتنتظر حماقات العدو بلواء كامل قوامه 4 كتائب ترقب منذ بداية العدو سلوكه وتحدّث من خططها لتواجه لحظة الاشتباك المباشر مع جنود الاحتلال لتحويل رفح الى مقبرة للغزاة وللصهاينة المجرمين".
موضحًا: "رفح تضم الآن اكثر من مليون وثلاثمائة الف انسان بخلاف مائة الف من سكان رفح، وبالتالي نحن نحذر من أن أي عملية عسكرية لأنها ستمثل كارثة انسانية وجريمة ابادة جماعية في حق النازحين، والاحتلال لا يأبه بهذه التحذيرات بل يستفيد منها للضغط على الجميع من اجل تحسين شروط التفاوض على الصفقة، ولذلك نؤكد ان هذا العدو لا يفهم الا لغة واحدة .. هي لغة الحرب".
وحول علاقة مصر بالتصعيد الصهيوني الذي يهدد بتنفيذه الاحتلال قال الدكتور حمدان: "الاحتلال الصهيوني انتهك سيادة مصر أكثر من مرة خلال هذه المعركة سواء بقصف المعبر او فرض اغلاقه او الحد من دخول المساعدات وفرض تفتيشها للسماح بما يوافق عليه الاحتلال الدخول الى غزة ومنع الأغلب منها فضلا عن منع السفر للجرحى، ومنع دخول الوفود والصحفييين والفرق الدولية".
وأكد أن "معبر رفح هو فلسطيني مصري، وأي وجود للاحتلال عليه او تحكم فيه هو انتهاك لسيادة مصر وللاتفاقيات المتبادلة بينهما، فضلا عن أن العديد من العمليات العسكرية على محور فيلادلفيا مثلت انتهاكات متعددة لسيادة مصر، ونتوقع أن هذا الكأس سيفيض في النهاية وقد تخرج الأمور عن السيطرة في أي لحظة ولا احد يستطيع التنبؤ أين يمكن ان تذهب الأمور سيما أن في الوعي العام الجمعي للشعب المصري فإن الأحتلال لا يزال عدواً لمصر وللمصريين".
وعن مشروع التهجير القسري وفرض ديموغرافيا جديدة في المنطقة أكد: "المشروع قديم وليس مرتبطا في هذه المعركة، لقد فشلت صفقة القرن في فرض تهجير شعبنا في غزة الى مصر وبناء منطقة جديدة في سيناء لاستيعاب الفلسطنيين الذين سيجلبوا قسراً او ترغيبا إليها بما يحول غزة الى منطقة خالية او امنة لصالح الاحتلال، وبالتالي هذا المشروع لم يغيب عن الإدارة الأمريكية او المشروع الصهيوني، وبالتالي هم يستغلون هذه المعركة لمحاولة فرض هذا المشروع، وهو ما عبر عنه "النتن ياهو" ضمن اهداف هذه المعركة، ونحن نعتبر انه تهديد جديدي حقيقي رغم قناعتنا ان شعبنا متمسك في أرضه ولكن لا يجب ان نترك شعبنا يوضع في حالة اختيار بين الموت أو التهجير".
وأضاف: "يحاول الاحتلال تنفيذ هذا المخطط دون ان يؤدي ذلك لخسارة العلاقة مع مصر او التصعيد معها، وذلك من خلال البحث عن المصالح المشتركة وتحويل هذه الأزمة الى مكسب للطرفين سياسي واقتصادي وهو محض وهم وشر لا خير فيه لمصر بكل تأكيد، ولكن الكيان مستمر في البحث عن اختراق في الموقف المصري تجاه هذه المسألة ولا يوجد ضمانات لعدم نجاح الاحتلال في ذلك".
وعن رؤية الحركة لطبيعة العلاقة بين الإدارة الأمريكية والاحتلال الصهيوني أكد حمدان: "في المسار الإستراتيجي لا يوجد اختلاف بين رؤية الاحتلال ورؤية واشنطن للمشروع الصهوني على اعتبار ان (اسرائيل) تمثل قاعدة متقدمة لمصالح واشنطن في المنطقة، رغم وجود بعض الاختلافات التفصيلية بينهما التي تحرص واشنطن على عدم ظهورها للعلن وعلى ادارتها بما يبقي الاحتلال في حالة تفوق في المنطقة ويضمن عدم هزيمتها امام المقاومة سواء في غزة او فلسطين او لبنان".
وأضاف: "بدون شك تستطيع الولايات المتحدة ان تلجم الاحتلال ولكنها لا ترغب في ذلك وهي معنية بانهاء المقاومة وضمان بقاء الاحتلال في المنطقة للقيام بدور وظيفي تجاه الدول العربية والاسلامية واستنزاف مواردها فضلا عن بقاء الاحتلال ككيان يوفر نقطة تجمع لليهود حول العالم، وبالتالي لن تتخلى الولايات المتحدة الأمريكية عن الكيان الصهيويني الا حينما يتحول هذا الكيان الى عبء لا تستطيع تحمله أو تحمل سلوكه الذي يجر المنطقة الى نيران أوسع من جغرافيا فلسطين الأمر الذي لا ترغب به واشنطن في هذه المرحلة على الأقل".
كما أوضح: "إنهاء خدمات الأنروا هدف (اسرئيلي) قديم، فالمشروع الصهيوني يعتبر ان وجود وكالة وتشغيل اللاجئين وعملها يمثل شاهداً حقيقاً على جوهر الصراع الديموغرافي ومن شأن استمرارها أن يؤيد قضية اللاجئين وبالتالي قضية الشعب الفلسطيني. ولذلك سعى المشروع الصهيوني في عدة مرات الى تفكيك هذه المنظمة أو اعادة تعريف دورها، او اعادة تعريف (اللاجئ) لتقليص عمل الأنروا وبالتالي دورها وتأثيرها، ولكن لم تنجح هذه المحاولات، فذهبت الى اتهام الأنروا وموظفيها وتحريض الدول على وقف تمويلها التي بدورها استجابت سريعا قبل ان تثبت اي من هذه الاتهامات ما يعكس التواطؤ والانحياز الأعمى للكيان ومصالحه، في حين أن ما ساقته حكومة الاحتلال من أكاذيب متعلقة بأعداد محدودة من موظفي الأنروا في غزة، لا علاقة لها بتمويل الأنروا التي تغطي خدماتها في مناطق متعددة من الوطن ودول الطوق ما يكشف أن طلب وقف التمويل ليس له علاقة بمعركة طوفان الأقصى بكل تفاصيلها بقدر ما هي نية مبيتة مسبقة لإنهاء خدمات ووجود الأنروا بهدف تصفية قضية اللاجئين، ونعتقد أن الاحتلال سيواصل اختلاق الحجج والأكاذيب تجاه هذه المنظمة وأي منظمة تقدم خدمات انسانية وإغاثية للشعب الفلسطيني".
وقال: "نحن في الحركة استخدمنا مصطلح (العدو الأمريكي) في هذه المعركة لأن هذه الادارة الأمريكية شريكة وممولة لهذا العدوان الصهيوني على شعبنا وبالتالي أيدي هذه الإدارة ملطخة بدماء أطفالنا الذين يقتلون بصواريخ أمريكية الصنع في جرائم ضد الإنسانية توفر الولايات المتحدة الأمريكية لها الغطاء السياسي والإعلامية والقانوني في المساحة الدولية. وبالتالي لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية مجرد وسيط منحاز للاحتلال بل عدو للشعب الفلسطيني برمته وليس فقط للمقاومة او لحماس، وعلينا ان نتذكر تصريح واشنطن بأنه لو لم تكن (اسرائيل) موجودة لأوجدتها في المنطقة، وبالتالي يمثل هذا الكيان قاعدة متقدمة للمشروع الأمريكي في المنطقة، وكل من يقاوم مشروعها ستسعى للقضاء عليه، ولكن التاريخ يثبت أن كل هذه المحاولات تفشل وقد رأينا ذلك في العراق وسوريا وافغانستان وفيتنام وغيرها الكثير من الشواهد على فشل الولايات المتحدة في تنفيذ مشاريعها الإستعمارية في المنطقة".