بدأ الدكتور حمدان الحوار بالتأكيد: "في 7 أكتوبر ألقينا بأنفسنا أمام قطار التطبيع وتصفية القضية" وربط ما يحدث للثورة الفلسطينية بدروس حرب التحرير الجزائرية، وقال: "استشهاد القادة يُصلّبنا، فاستشهاد القائد يحيى السنوار مؤلم ولكنه يصلّب الحركة، فمنذ استشهاد الشيخ أحمد ياسين وخليفته الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وصولًا إلى القائد إسماعيل هنية فالشهيد يحيى السنوار ، اختلطت دماء القيادة بدماء شعبها و أعطى ذلك دفعًا للحركة، ولنا أسوة في الثورة الجزائرية، فمن بقي من القادة الذين أطلقوا شرارة الثورة؟ معظم القيادة ارتقت أثناء حرب التحرير".
وأجاب في حواره حول من يخلف السنوار: "لدينا بدائل، فحين استشهد القائد اسماعيل هنية سبقه الشيخ صالح العاروري، الشيء الذي استوجب سرعة تعيين رئيس للحركة، أما الآن فالشهيد السنوار أرسى قيادة جماعية تحسّبًا لحالة تعذّر الاتصال به أو غيابه، وسير العمل طبيعي ولا نشعر بأي شغور قيادي، لقد أعطى الشهيد السنوار نموذجًا للقيادي الذي يلبس بزّته العسكرية ويكون في الميدان.
وحول العملية الانتخابية الفلسطينية قال: "شاركنا في الانتخابات العامة لحماية المقاومة، وليس بحثًا عن السلطة، وفي كل العمليات الانتخابية ثبت التفاف الحاضنة الشعبية حول المقاومة، لذلك لن يقدر العدو على القضاء على حماس، فهو يتهرب من وقف العدوان خوفًا من اليوم التالي الذي يجعلنا نُعيد غزة لحالتها الطبيعية في ظرف وجيز جدًا.
وأضاف حول اليوم التالي للحرب: "إننا نقبل بإدارة فلسطينية مشتركة في غزة لصالح شعبنا، ونرفض فرض أي قيادة عليه، ونتطلع لكل دعم عربي ودولي، فهذا من مقتضيات وفائنا للشهداء ولتضحيات شعبنا".
وفيما يتصل بدعاية العدو لهذه الحرب أنها حرب وجود، قال: "هي حرب إنهاء وجود العدو، وقد صنّفها العدو بذلك لأنه يريد إزالة الشعب الفلسطيني، والخرائط التي يُقدّمها تستهدف فضلًا عن فلسطين دولًا عربية أخرى"، ووهم الدولتين يبيعونه منذ 30 سنة دون تطبيق لأنهم يريدون نهايتنا، فقبل أحداث غزة قدمت الضفة تضحيات كبيرة، وهي الآن تنهض من جديد و ستبقى خنجرًا في صدر هذا الاحتلال.
وأكد: "إن فلسطين لا تقبل دولتين والاحتلال إلى زوال حتمًا لأننا أصحاب الأرض والحق، ومن يحرص على منح العدو دولة وأرضًا فليعطها له من ممتلكاته، وقد مرّت الجزائر بتجربة مماثلة إذ وعدوها بالاستقلال حال شاركت إلى جانب فرنسا في الحرب العالمية الثانية، ولكن ماذا حدث في 8 ماي 1945؟ مجازر خيالية في ڨالمة وسطيف (45000 شهيد في يوم واحد). والآن بايدن يسخر من حل الدولتين الذي لم يبق إلا في ذهن السلطة والجامعة العربية".
وحول مسار التطبيع أوضح: "وقفنا أمام قطار التطبيع ونعلم أننا سنُفرم إذا استمرّ، فقد كنا نعيش قبل 7 أكتوبر 2023 خطر تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، وكنا على أبواب تطبيع دولة عربية كبرى (السعودية) ليكتسح قطار الاستسلام المنطقة، ويستهدف حتى الجزائر، مع ضمّ الضفة وتهويد المسجد الأقصى، ففي 7 أكتوبر 2023 قرأنا الوضع السياسي بشكل جيّد ووعينا خطورته على الأمة لذلك انتفضنا وألقينا بأنفسنا أمام قطار التطبيع وتصفية القضية.
وحول تكلفة المواجهة العسكرية مع الاحتلال أضاف: "كنا نعلم أننا سنُفرم، أطلقنا صرخة ليلتقطها الجميع فنحن ندفع البلاء عن الأمة والعدو أوهن من بيت العنكبوت، ونحن نواجه حربًا عالمية قدمت للأمة نموذجًا وإثباتًا أن العدو أوهن من بيت العنكبوت، ففي 3 ساعات أنهينا فرقة غزة أقوى فرق الكيان الصهيوني، ومنذ تلك اللحظة هرعت أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا عسكريًا لنجدة العدو، فأصبحنا نواجه حربًا عالمية وحرب إبادة تركّز على الأطفال والنساء عن قصد وليس صدفة لضرب حاضنتنا و لتنفيذ الإبادة، لذلك نحن نتوجه إلى أمتنا أن تتحمل مسؤوليتها رغم التقصير الحالي، ونحن لا نملّ من تذكير الجميع بواجبهم التاريخي ونطلب منهم في حدّ أدنى أن يشكلوا حلفًا إنسانيًا لدعم شعبنا، فكيف يقبلون أن يموت شعبنا من الجوع في حين يموت البعض من التخمة".
وعن اختلال ميزان القوة بين الاحتلال والمقاومة أجاب: "ميزان القوى ليس ماديًا فقط بل إيمان وعقيدة، ولمن يقول لنا أن ميزان القوى مُختلّ نقول له: ماذا كان في قفة العربي بن مهيدي يوم أطلق الثورة الجزائرية؟ مجموعة قليلة مؤمنة أمام ميزان قوى مختل بصورة مطلقة ولكن لا تتحرر الشعوب والدول بدون تضحيات و كفاح، واليوم لا نقيس الأمور بما نملكه ماديًا من قوة فقط بل بالإيمان والعقيدة والقضية العادلة، أما من يراهنون على التطبيع مع العدو ليحميهم فهو أضعف من أن يحميَ نفسه فقد هرب ضباطه أمامنا "ضعُف الطالب والمطلوب".
وحول السياسة الإعلامية لبعض وسائل الإعلام المعادية للمقاومة قال: "نصمّ آذاننا عن أبواق التضليل، فما نراه وما نسمعه من تماهٍ مع العدو والمراهنة عليه عاشته الثورة الجزائرية حينما علت نظريات "الاندماج مع فرنسا"، ولكن واجهها الشرفاء مثل علماء الدين سليلي ابن باديس واليوم أمامنا أبواق صهيو-عربية تفوق أدوات الاحتلال في التضليل والأكاذيب ونحن لا نُعير لهم اهتمامًا حتى لا يستنزفوننا بالردّ عليهم ويشغلوننا عن توجيه بوصلتنا لمواجهةالعدو.
وتوجه في نهاية حواره بنداء للجميع للوقوف مع فلسطين وغزة، قائلًا: "إننا نتوجّه بنداء للشعوب أن أن تكتب اسمها في سجل الشرف قي هذه المعركة، فنحن نفتح لدولنا العربية فرصةً شعوبًا وأحزابًا وجمعيات وأفراد عليهم التقاطها، ونحن ننوب عن أمتنا في ردّ العدوان عليها ولكن النيابة لا تُعفي أحدًا من المسؤولية، ولا نقبل عذر من لا يرفع صوته معنا، ونقول لمن ينتظر وقف الحرب لاستئناف مسيرة قطار التطبيع، عليكم أن تُغادروا هذا القطار فهذه المنطقة لن ترى السلام طالما بقي فيها هذا الكيان الدموي، والمعركة الحالية ستنتهي بفشل العدو في تنفيذ أهدافه، أما المعركة الحقيقية فلن تنتهي إلّا بزوال الاحتلال".