حمدان يكشف موقف حماس من اعتماد إعلان نيويورك لتفعيل حل الدولتين
أوضح ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في الجزائر الدكتور يوسف حمدان، اليوم السبت، عقب اعتماد إعلان نيويورك من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفعيل حل الدولتين، أن الحركة ترحب بأي جهد دولي يهدف لإسناد شعبنا ودعم حقوقه المشروعة، مؤكداً أن ما نشهده اليوم من زخم دولي حول القضية هو ثمرة طبيعية لتضيحات وصمود شعبنا على مدار أكثر من 77 عاماً ونتيجة مباشرة لارتدادات الحرب الصهيوينة المدمرة على اتساع التضامن الدولي مع حقنا كفلسطينين وما نجم عنه من ضغط متزايد على الاحتلال في مساحات دولية ظل فيها مستفرداً لعقود طويلة.
وأكد ممثل الحركة، أن الترحيب المبدئي لا يعني موافقة الحركة على الرؤية السياسية للحل الشامل للقضية التي يطرحها مؤتمر نيويورك، فنحن نعتقد أن أي حل للقضية الفلسطينية لا يجب أن يكون على حساب حقوقنا المشروعة، بل يجب أن يستند إلى مبدأ إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وعودة اللاجئين إلى الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.
وقال حمدان: "نعتبر أن جعل احتياجات "الكيان الإسرائيلي" الأمنية منطلقاً للحل السياسي، يمثل رؤية خاطئة لأي حل سياسي في المنطقة، فما تثبته الوقائع على مدار عامين من العدوان على شعبنا وعلى المنطقة كان آخرها الاعتداء على دولة قطر من أجل تصفية الوفد المفاوض الفلسطيني يؤكد أن بقاء الاحتلال واستمرار جرائمه هو المصدر الرئيسي للإرهاب وعدم الاستقرار في المنطقة".
وأضاف: "طبيعة الاحتلال الإجرامية التي باتت تهدد الجميع، تقتضى مطالبة "إسرائيل" بنزع سلاحها بدلاً من المطالبة بنزع سلاح المقاومة وبدلاً من الدعوة لقيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح إلى جوار دولة إرهاب تمتلك ترسانة عسكرية بعقيدة إجرامية وبأسلحة نووية تهدد الجميع وليس فقط المنطقة، ولذلك الفعل المقاوم هو سلوك طبيعي ناتج عن وجود الاحتلال ابتداءً ومستمر طالما بقي الاحتلال، وكل أشكال المقاومة مشروعة وفقاً لما كفلته القوانين الدولية والأعراف والشرائع".
وشدد ممثل الحركة على أن قيام الدولة الفلسطينية يجب أن يستند أولاً إلى موقف فلسطيني موحد بعيداً عن منطق الاستفراد والإقصاء، وفي إطار الثوابت الوطنية ضمن رؤية فلسطينية شاملة منطلقة من استقلالية القرار الوطني الفلسطيني بعيداً عن أي وصاية خارجية.
وأشار إلى أن حركة حماس وفصائل المقاومة مستعدة مرحلياً للاتفاق على مسار يمتد من 5- 7 سنوات يتمثل بهدنة شاملة على الجانبين تتضمن اختيار قيادة فلسطينية موحدة، ولجنة إدارية فلسطينية مستقلة خاصة بغزة، بحيث يبدأ هذا المسار بوقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة والشروع في إعادة الإعمار وفقاً لجدول زمني، وينتهي بإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وفي الختام دعا حمدان، الدول العربية التي أنشأت علاقات تطبيع مع الكيان إلى قطع هذه العلاقات، معتبراً أن استمرار هذا المسار الذي يحاول دمج الاحتلال في المنطقة يمثل مكافئة للعدو على جرائمه بحق شعبنا وشعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، واستمرار هذه العلاقات هو وصمة عار سياسية وأخلاقية ووطنية لن يمحوها أي ادعاء بمصلحة قُطرية أو ذاتية أو حتى فلسطينية.


